-غذاء الرضيع المثالي يحافظ على صحة طفلي ونموه
سأتحدث في مقالتي هذه عن صحة طفلي الرضيع منذ الولادة وحتى عمر السنة ودور التغذية الصحيحة والمتوازنة في الحفاظ على صحة طفلي بالاضافة لبعض التوصيات والنصائح التي يجب على الأم مراعاتها و اتباعها .
اولا- نصائح عامة للأم للمحافظة على صحة طفلها الرضيع :
1- المحافظة على الارضاع الطبيعي في حال لا يوجد مانع طبي من ذلك لأن الحليب الوالدي يحوي عناصر مناعية و مضادات حيوية تقوي من صحة طفلي الرضيع وتعطيه المناعة ضد الكثير من الأمراض .
2- عند الطفل حديث الولادة يجب ان تكون وضعية النوم جانبية ( على الجانب الايمن او الايسر بالتناوب ) و وضعية النوم هذه تقي من حدوث الشردقة والاختناق ان حدثت اقياءات عند الوليد ( بعكس وضعية النوم على الظهر )
3- يجب اجراء عملية التجشؤ للطفل بعد الرضاعة لاخراج الهواء الذي ابتلعه أثناء الرضاعة وهذا يخفف حالات المغص ونفخة البطن التي يعاني منها الكثير من الاطفال حديثي الولادة
4- اعطاء كمية قليلة من الماء المعقم بعد كل رضعة وهذا يفيدنا في الوقاية من حدوث الفطور و السلاق في فم الطفل بالاضافة الى ان الماء ضروري في فصل الصيف بسبب ارتفاع درجة الحرارة مما يؤدي الى التعرق وفقدان السوائل من الجسم فنعوضه بشرب الماء
5- اجراء الزيارات الدورية للطبيب بمعدل زيارة كل شهر خلال السنة الاولى من العمر للاطمئنان على صحة طفلي والتأكد من نموه السليم
6استشارة الطبيب بشكل فوري عند حدوث أي من الأ- عراض التالية
* ارتفاع درجة الحرارة عند الطفل
* عند حدوث عرض هضمي كالاسهال مثلا
* عند حدوث عرض تنفسي كالسعال او ضيق النفس ..
* عند حدوث اي عرض جلدي
7- ادخال التغذية المختلطة بالاضافة للرضاعة و ذلك بين الشهر الرابع و الشهر السادس من العمر مما يحافظ على صحة طفلي الرضيع و نموه المتوازن وهذا ما سنتحدث عنه مفصلا بعد قليل
8- يجب إعطاء اللقاحات والطعوم الموصى بها من منظمة الصحة العالمية كاملة وبمواعيدها لانها تحافظ على صحة طفلي وتحميه من الامراض الخطيرة والمعدية كالسل وشلل الأطفال والتهاب الكبد و الحصبة و الحصبة الألمانية والسعال الديكي و الكزاز ..الخ..
ثانيا- الارضاع الوالدي :
في البداية إن عقامة حليب الأم الفيزيولوجبة ودرجة حرارته المناسبةللطفل بالاضافة لعدم كلفته المادية تجعله أفضل حليب يقدم للطفل .
كما أثبتت الأبحاث والدراسات الحديثة ان المحافظة على الارضاع الوالدي تسهم في الحفاظ على صحة طفلي خلال السنة الأولى من العمر فيكون الأطفال الذين رضعوا حليب الأم أقل عرضة للاصابة بالداء السكري والداء الزلاقي والتهاب الاذن الوسطى والظواهر التحسسية .
- الخصائص المناعية لحليب الأم :
يقدم حليب الأم جملة من الخصائص المناعية التي تتوجه ضد الجراثيم المحيطية مما يحافظ على صحة طفلي ويحميه من الأمراض وفيما يلي أهم هذه العناصر المناعية التي يحويها حليب الأم
* الغلوبين IgA وهذا الغلوبين غير قادر الرضيع على تشكيله قبل الشهر الرابع من العمر بينما يوجد بمقدار كبير في حليب الأم
* الخلايا البالعة والتي تلعب دورا مناعيا أساسيا في ابتلاع العوامل الممرضة
* اللمفاويات ويكون تركيزها كبيرا في بداية الرضعة
* العصيات اللبنية التي تمنع وتحد من نمو الجراثيم الاهوائية والفطور
* الليزوزومات التي تؤثر على أغشية العوامل الممرضة مسببة انحلالها علما بأن الطفل غير قادر على تشكيلها بالكمية الكافية حتى نهاية السنة الثانية من العمر
* العوامل المناعية المضادة للالتهاب: ونذكر منهاالأستيل هيدرولاز الذي يحمي من حدوث التهاب الكولون النخري ولدينا العامل الظهاري الذي يحمي من التهابات الأمعاء.
و بناء على ما تقدم بالإضافة لما أثبتته الدراسات من الفوائد الجمة لحليب الأم على صحة طفلي فقد أصدرت منظمة الصحة العالمية توصياتها بالإستمرار والمثابرة على الإرضاع الوالدي مدة سنتين كاملتين وتجدر الإشارة هنا أن هذا ماأوصى به رسول الله ( ص) منذ 1400 سنة عندما قال ( الارضاع حولان كاملان ).
- مضادات استطباب الإرضاع الوالدي :
هناك بعض الحالات التي يشكل فيها الحليب الوالدي خطرا على صحة طفلي وتشمل هذه الحالات
1- عوز الاكتاز عند الرضيع ( بسبب احتواء حليب الأم على اللاكتوز )
2- الغالاكتوزيميا عند الرضيع
3- بيلة الفينيل كيتون يوريا عند الرضيع
4- الأمراض النفسية عند الأم التي تشكل خطرا على الطفل من حيث احتمال تعرضه للأذى من أمه
5- تعاطي الأم لأدوية ممنوعة أثناء الارضاع الوالدي
6- إصابة الأم بمرض ساري وقد يصيب الطفل ( مثل الإيدز أو الملاريا أو السل ..)
في هذه الحالات التي ذكرناها ومن أجل المحافظة على صحة طفلي فإننا نتوقف عن الارضاع الوالدي ونلجأ للارضاع الصناعي والحليب الصناعي المناسب
ثالثا- الإرضاع الصناعي :
يمثل الحليب الصناعي حلا للحالات التي لا يمكن فيها الإرضاع الوالدي وتتوالى الأبحاث والصناعات الحديثة لإنتاج أصناف من الحليب الصناعي هدفها الأول المحافظة على صحة طفلي لذلك نجد عدة انواع من الحليب الصناعي هي
1- الحليب الصناعي المخصص للرضع وهو الحليب الذي يعطى بصورة عادية عوضا عن حليب الأم للرضيع الصحيح السليم عندما تدعو الحاجة إليه وهو يقسم إلى نوعين النوع الأول حليب العمر الأول ( الحليب 1) ويعطى منذ الولادة وحتى الشهر السادس من العمر .
والنوع الثاني هو حليب العمر الثاني ( الحليب 2) ويعطى منذ الشهر السادس وحتى نهاية السنة الأولى من العمر ويتميز حليب العمر الثاني بأنه يحوي كمية أكبر من البروتينات والحديد والفيتامينات والمعادن والعناصر الزهيدة لذلك ومن أجل المحافطة على نمو وصحة طفلي بشكل جيد يجب عدم الاستمرار بحليب العمر الأول بعد الشهر السادس من العمر خلافا لما يقوم به بعض الأهل ظنا منهم أن لا فرق بين النوعين
2- الأصناف الخاصة من الحليب الصناعي وهي التي توصف في حالات مرضية مثل عوز اللاكتاز وبيلة الفينيل آلانين وعدم تحمل بروتين البقر و حالات الخدج وناقصي وزن الولادة حيث تتطلب هذه الحالات اصنافا خاصة من الحليب للمحافظة على صحة طفلي وتجنيبه أي ضرر
* استطبابات الإرضاع الصناعي :
1- عدم كفاية حليب الأم وهنا يأتي دور الحليب الصناعي لإتمام الإرضاع الوالدي كي نحافظ على صحة الطفل ونجنبه نقص الوزن وفشل النمو
2- إصابة الأم بأمراص مدنفة تمنعها من الإرضاع لأنه يؤثر سلبا عليها
3- إصابة الأم بأمراض سارية معدية يمكن ان تنتقل إلى الرضيع عن طريق حليبها مما يهدد سلامة وصحة الطفل
4- التعاطي الأم أدوية ممنوعة أثناء الإرضاع الطبيعي ولا يمكنها الاستغناء عنها
5- عوز اللاكتاز عند الطفل وهنا نلجأ الى الحليب الصناعي منزوع اللاكتوز لأن حليب الأم بحوي اللاكتوز مما يضر بصحة الطفل وسلامته
6- الغالاكتوزيميا وهنا أيضا نوقف الارضاع الوالدي حفاظا على صحة الطفل ونستخدم الحليب منزوع اللاكتوز
7- بيلة الفينيل آلانين عند الطفل وهنا نستخدم حليب خاص منزوع الفينيل آلانين واسمه Lofenalac لأن حليب الأم وجميع أصناف الحليب الصناعي تؤثر سلبا على صحة الطفل وتفاقم المرض .
رابعا- هل يسمح بإدخال حليب البقر في غذاء الرضيع :
أجمعت كافة الدراسات في أوربا وأمريكا أن ادخال حليب البقر في غذاء الرضيع قبل نهاية السنة الأولى من العمر يؤثر تأثيرا سلبيا على صحة الطفل لأن حليب البقر فقير بالسكريات و الدسم و الطاقة والتورين و الفيتامين A . وبالمقابل تتواجد عناصر بشكل مفرط في حليب البقر مثل البروتين و الكالسيوم و الفوسفور و المغنزيوم وهذه تؤدي لزيادة الحمل الكلوي و ارتفاع البولة الدموية و زيادة نسب البدانة
* أضرار حليب البقر في السنة الأولى من العمر :
1- يؤدي حليب البقر إلى حدوث نزوف هضمية شعرية مما يسبب فقر دم كما يؤدي الاعتماد على حليب البقر في غذاء الرضيع إلى خطر حدوث ضياع بروتيني هضمي .
2- قد يترافق ادخال حليب البقر بحدوث اقياءات شديدة قد تكون مدماة مما يشكل خطرا على صحة الطفل .
3- يعد حليب البقر من أسباب الإمساك في السنة الأولى من العمر بسبب احتوائه على مقادير عالية من الكازئين والكالسيوم .
4- يعد حليب البقر من أهم العوامل المؤهبة للداء السكري المعتمد على الأنسولين .
5- إن ادخال حليب البقر في السنة الأولى من العمر يؤدي لزيادة نسب الحوادث التحسسية لدى الأطفال لاحقا مثل الأكزيما و الربو و التهاب الأنف التحسسي .
يتبين لنا مما سبق أن ادخال حليب البقر في غذاء الرضيع خلال السنة الأولى من العمر يضر بصحة الطفل حاليا و في المستقبل لذلك علينا تجنبه تماما .
خامسا- التغذية المختلطة
الهدف من التغذية المختلطة عند الطفل هي :
1- تأمين احتياجاته من العناصر الغذائية المختلفة
2- تعويض قصور الحليب عن تأمين الحاجات الحرورية مع تقدم العمر
* عمر البدء بالتغذية المختلطة : لقد أظهرت الدراسات أن تأجيل إدخال العناصر الغذائية لما بعد عمر الستة أشهر قد ترافق بفشل نمو عند الطفل بسبب قصور الحليب عن تلبية حاجات الرضيع الحرورية بعد هذا العمر .
كما أن إدخال الغذاء الباكر قبل نهاية الشهر الرابع يترافق بعدة نقاط سلبية منها :
أ- زيادة الوارد البروتيني الذي يسبب اضطرابات استقلابية هامة .
ب- حدوث اضطرابات هضمية مثل الامساك و تطبل البطن .
ج- زيادة نسب التأهب لحدوث تظاهرات تحسسية .
د- زيادة الكتلة الشحمية وهو ما يؤهب لحدوث البدانة لاحقا .
بناءا على كل ما سبق وحفاظا على صحة الطفل و لكي يكون غذاء الرضيع متوازنا نوصي بإدخال الأغذية المختلطة ما بين الشهر الرابع و السادس من العمر .
و حاليا سوف اذكر الانواع المختلفة من الأغذية مع فوائدها وعمر ادخالها بيحث يكون غذاء الرضيع متوازنا و يحافظ على صحة الطفل وسلامته :
* الخضار : نبدأ بإدخالها كأول غذاءالرضيع وذلك منذ الشهر الرابع وتتميز الخضار بأنها تؤدي لتطور حاسة الذوق كما أنها تقدم كمية كبيرة من الألياف التي تساعد على تنظيم الحركة الحوية للأمعاء و امتصاص الأغذية المختلفة
و يتم تحضير الخضار بسلقها بالماء فقط بدون إضافة مواد دسمة لها كما لا يجوز خلط أكثر من نوع واحد من الخضار في وجبة واحدة .
* الفواكه : يتم إدخالها كأول غذاء مختلط (هي والخضار ) منذ عمر ال4 أشهر وتتميز الفواكه بأنها لا تحوي على اللاكتوز مما يجعلها آمنة فلا تؤثر على صحة الطفل الذي يعاني من عوز اللاكتاز
و إن الفواكه غنية بالفيتامينات A / C كما أنها تحوي كمية من الألياف يجعلها تلعب دورا هاما في تنظيم حركة الأمعاء و تنطيم الامتصاص .
وإن لعصير الفواكه فائدة كبيرة في تحريض الحركة الحوية و بالتالي في علاج الإمساك .
كما يجب مراعاة عدم خلط أكثر من نوع واحد من الفواكه في الوجبة الواحدة ( كحال الخضار ) .
* الرز : يقدم منذ نهاية الشهر الرابع والرز عنصر سهل الهضم و غني بالطاقة ويقدم بعد سلقه جيدا .
* مشتقات القمح : و هي مصدر غني بالطاقة و غنية أيضا بالفيتامين B ونبدأ بتقديمها منذ نهاية الشهر الرابع وتجدر الاشارة إلى أن التأخير في ادخال مشتقات القمح لما بعد الشهر الرابع لا يشكل عاملا وقائيا لمنع حدوث الداء الزلاقي .
* الذرة : يمكن ادخال مشتقات الذرة من نهاية الشهر الرابع وهي تتميز بغناها بالطاقة و سهولة امتصاصها .
* البيض : يتميز البيض بغناه بالبروتينات والحديد و الفيتامين B12
يمكن إعطاء الصفار منذ الشهر الخامس أما بياض البيض فلا يجوز أن نعطيه قبل عمر السنة لأنه قد يسبب حوادث تحسسية شديدة لاحتوائه على مادة أوفالبومين .
* اللحوم : تعطى اللحوم ( لحم أبيض أو أحمر ) من نهاية الشهر السادس أما لحم السمك فيفضل تأجيله حتى عمر السنة .
و اللحوم مصدر أساسي للبروتينات وهي أغنى الأغذية بالحديد و الزنك .
* المواد الدسمة : و تسمل الجبن والزيت و السمن و الزبدة . ولا يجوز إدخال هذه المواد قبل الشهر الثامن من العمر .
* العسل : بينت الدراسات أن العسل قد يتعرض للتجرثم بالجراثيم الحاطمة لذلك يحذر من إدخاله قبل عمر السنة ما عدا أغذية الرضع الصناعية الحاوية على العسل فإن البسترة التي تتعرض لها تقضي على كافة الجراثيم الموجودة فيه لذلك نستطيع إعطائه منذ الشهر السادس للعمر .
أخيرا أرجو أن أكون ومن خلال هذه المقالة قد قدمت برنامجا متكاملا عن غذاء الرضيع منذ الولادة و حتى عمر السنة بما يكفل سلامة و صحة الطفل على أكمل وجه .

0 التعليقات :
إرسال تعليق